في الساعات القليلة الماضية، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بأنباء وُصفت بـ"المقلقة"، تتحدث عن إقدام مجهولين على تحطيم الصليب في منطقة الدورة، وتحديداً في شارع مار يوسف بالقرب من المستشفى في منطقة البوشرية. وسرعان ما أثارت هذه المعلومات موجة من التكهنات والمخاوف حول خلفيات الحادثة وتوقيتها.
إلا أن التحريات الميدانية والمعاينة الدقيقة التي أجريت للموقع، كشفت وجهاً آخر للحقيقة، مغايراً تماماً لما تم تداوله. فوفقاً لمعلومات، تبين أن الرواية المتداولة حول "التحطيم المتعمد" تفتقر إلى الدقة.
فيظهر أن ما نُسب لفعل فاعل ليس في الواقع إلا نتيجة طبيعية لمرور الزمن. وبحسب التفاصيل المستقاة من عين المكان، يعود هذا الصليب إلى نحو 15 عاماً، مما يجعله عرضة للتآكل الطبيعي، فقد كان يعاني من أضرار وتصدعات أساسية منذ فترة طويلة، ولم يطرأ عليه كسر مفاجئ حديث.
فالعوامل المناخية والطبيعية القاسية هي المسؤول الوحيد عن تدهور حالة الصليب، دون وجود أي أثر لتدخل بشري أو تخريب مقصود
وبناءً على ما تقدم، يمكن الجزم بأن منطقة الدورة لم تشهد أي عمل تخريبي أو اعتداء على المقدسات، وما جرى لا يخرج عن إطار "
التقادم الطبيعي للمواد، وهو ما يضعنا أمام مسؤولية تحري الدقة قبل الانجرار خلف الروايات التي قد تؤجج الاحتقان في الشارع دون استناد إلى وقائع صلبة.
إلى أي مدى تساهم سرعة انتشار المعلومات المغلوطة في خلق توترات وهمية، وكيف يمكن للمجتمع المحلي حماية تراثه الديني من عوامل الزمن قبل أن يصبح مادة للسجال؟